التعصب ..بين الحاضر والماضي
إن التعصب
ظاهرة قديمة حديثة ... يرتبط بها العديد من المفاهيم كالتمييز العنصري
والديني
والطائفي ولعلنا قرأنا وعرفنا إن الحروب والصراعات التاريخية لها أسباب
كثيرة منها
كان التعصب للدين أو العرق أو اللون وما زالت هذه الظاهرة تتجدد
باستمرارٍ في
عصرنا الحالي وتشكل آفة تدمر الشعوب ... ولقد هاجم الإمام
علي(عليه السلام) الروح
العصبية في خطبة مشهورة وذمها قائلاً: (فإن كان لابد من
العصبية فليكن تعصبكم
لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن الأمور، التي
تفاضلت فيها المجداء والنجداء
من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل ... فتعصبوا
لخلال الحمد من الحفظ للجوار والوفاء
بالذمام والطاعة للبر، والمعصية للكبر،
والأخذ بالفضل، والكف عن البغي
...).فالعصبية يجب أن تكون للحق وفي سبيل الحق
والى الحق أما التعصب الأعمى
المذموم فهو أسلوب أهل الباطل والنفاق أسلوب أهل
الدجل والتضليل فمثلا يذكر لنا
القران الكريم في سورة البقرة عن قصة نبينا
إبراهيم(عليه السلام) مع النمرود حيث
أشعل النمرود نارا لإحراق إبراهيم(عليه
السلام) وكيف جعلها الله بردا وسلاما على
إبراهيم ورجعت فتنة النار على من فعلها
فأصبح من الخاسرين حيث يذكر تعالى مناظرة
خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد
الذي ادعى لنفسه الربوبية، فأبطل الخليل عليه
دليله، وبين كثرة جهله، وقلة عقله،
وألجمه الحجة، وأوضح له طريق المحجة وذكروا أن
نمرود هذا استمر في ملكه
أربعمائة سنة، وكان طغا وبغا، وتجبر وعتا، وآثر الحياة
الدنيا. ولما دعاه إبراهيم
الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل
والتعصب والضلال وطول الآمال
على إنكار الصانع، فحاجّ إبراهيم الخليل في ذلك وادعى
لنفسه الربوبية. وبعد أن
بهت النمرود بدليل ودعوى إبراهيم(عليه السلام) بالوحدانية
لم يكن إمام النمرود
عليه اللعنة سوى أن يأمر زبانيته وان يوضع إبراهيم(عليه
السلام) بالمنجنيق
ويرمى في النار وهذا هو أسلوب الضعفاء والعاجزين عن الرد فلم
يكن لديهم حل ولا
منفذ سوى الحرق . قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي
حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ
الْمُلْكَ إِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ
يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ
بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي
بسب المواقف
الوطنية للمرجعية العراقية الأصيلة المتمثلة بسماحة اية الله العظمى
السيد الصرخي دام ظله من رفض الاحتلال ومشاريعه
المشبوهة ورفض
الممارسات الطائفية من قبل الاحزاب السياسية والوقوف بوجه
التدخلات السافرة من قبل
دول الجوار والتصدي للمشكلات السياسية والاجتماعية
والدعوة لمحاربة الفساد بكل
صوره والإفتاء بحرمة الدم العراقي السني والشيعي
المسلم والمسيحي العربي والكردي
كل هذا أدى لمحاربة مرجعية السيد الصرخي
الحسني بشتى الوسائل والاساليب الاجرامية .