الجمعة، 20 سبتمبر 2013

المرأة المسلمة وتكملة الادوار



بسم الله الرحمن الرحيم

(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ 

بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (سورة النحل: الآية 97)

ان للمرأة اهمية كبيرة في تكملة دور الرجل في بناء الحياة بشكل عام والعائلة بشكل 

خاص فهي النواة الرئيسية لبناء المجتمع الاسلامي الحقيقي وفي تاريخنا الاسلامي 

نماذج شامخة وصور مشرقة للمراة ودورها السياسي والاجتماعي في الامة فقد احتلت 

مركزا مرموقا وموقع رفيع وعالي في الاسلام اذ منحها الاسلام العزة والكرامة بعد ان 

سحقتها الجاهلية العربية وحطت من مكانتها العادات والتقاليد البالية والى يومنا هذا.





 فدور المراة الرسالية في واقع الامة الراهن خطير واذا تاملنا حياة المراة اليوم نجد انها في حاجة اكثر من أي وقت مضى الى اعادة شخصيتها علميا وفكريا وتوجيهيا وفق تربية ايمانية متكاملة بما يلائم كينونة وجودها وطبيعة مهمتها الانسانية في الارض وذلك من اجل تجاوز واقعها المليء بالاحباطات والتنقاضات والاغراءات المادية والمعنوية التي تغرقها اكثر في مستنقعات التبعية والتقليد والخرافة .
فاعادة بناء شخصية المراة وفق التصور الاسلامي يرتكز على ثلاث محاور اولاها تحرير واسترداد انسانية المراة وثانيا ترسيخ فعل الايمان في النفس وثالثا استشعار المسؤولية الكاملة تجاه الذات والمجتمع والامة والانسانية جمعاء فلا يقتصر دور المراة  في البيت فقط فلابد من استمرارها في طريق العمل الرسالي كما فعلت مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام ومن قبلها امها خديجة عليها السلام التي فدت الاسلام بكل ماتملك وقدمت الغالي والنفيس من اجل الاسلام فانتهجت الزهراء نهج الوالدة اذ ربطت مسؤوليتها تجاه تربية ابناءها الائمة عليهم السلام وبين مسؤولية الدور الجهادي والعبادي في مطالبة المسلمين بالاستقامة والثبات على طريق الرسالة باتباع امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ونصرته كما نصرت ابيها سيد المرسلين .ومن بعدها بطلة كربلاء التي اكملت طريق الزهراء وضربت للأمة الاسلامية مثالا رائعا في الوقوف مع الحق والدفاع عن القيم والمبادئ الاسلامية امام الجبابرة والظلمة لكي تعطينا دروسا في دور المراة الرسالية وواجبها تجاه امتها ودورها في الدفاع عن المظلومين ومواجهة اي انحراف في الامة بعد ان خطت نهج الكفاح والتصدي لاعداء الدين والثبات على الحق والصبر في اللحظات الحاسمة والانتصار للمبادئ مهما كلف الامر لما في  ذلك من خير وفير للناس فبقيت هؤلاء النسوة شرارة متوهجة يتذكرها التاريخ بتقدير وتبجيل واحترام كرمز من رموز العطاء الانساني ونموذج يحتذى به في الثورات والانتفاضات والحركات السياسية على مر العصور فما بال المراة المسلمة اليوم من ان تعيد تاريخ الام المسلمة التي عرضت نفسها لحراب الاعداء وشهدت بعينها قتل الاباء والابناء متى تقتفي نساؤنا ذلك الاثر ؟

وترسم خطواتها النيرة في هذه الحياة لانها عنصر التفعيل وبؤرة النجاح وخسارتها 

تعني خسارة نصف الامة الاسلامية والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق